الإنسانية



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الإنسانية

الإنسانية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الإنسانية

الارتقاء الى المستوى الإنساني


  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

أسرار القرآن و كلماته الغامضة!

أبو عماد
أبو عماد
Admin


عدد المساهمات : 796
تاريخ التسجيل : 20/11/2012
العمر : 68
الموقع : damas

أسرار القرآن و كلماته الغامضة! Empty أسرار القرآن و كلماته الغامضة!

مُساهمة  أبو عماد الجمعة 30 أكتوبر 2020 - 22:47

تاريخ الأسطورة و الأديان
n2dt5 agvdrSploil 2ofnsori0u17fhmgedo ·
أسرار القرآن و كلماته الغامضة!
** أبولودور الدمشقي Apollodor Damascene و د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels
يتحدث الباحث كريستوفر لوكسينبرغ (جيرد بوين) في كتابه [قراءة سريانية آرامية للقرآن] حول واقع اللغة و بالأخص لغة الكتابة التي كانت منتشرة في منطقة (المشرق العربي) في الفترة التي دون فيها القرآن، هذه اللغة هي الآرامية التي أسماها اليونانيون بالسريانية نسبة" إلى مملكة آشور و بلاد ما بين النهرين و سوريا الطبيعية. و تنتمي أقدم النقوش الآرامية المكتشفة حتى الآن إلى القرن التاسع قبل الميلاد. و قد عرف الآراميون الذين اعتنقوا المسيحية التوحيدية النصرانية ب(السريان) تمييزا" لهم عن أبناء أمتهم الوثنيين الذين بقي لقبهم (آراميين). لا يذكر الطبري في تفسيره اللغة الآرامية بل السريانية حيث كانت اللغة السريانية في ذلك الوقت هي لغة التعليم و التدوين Lingua Francas، و قد ورد في حديث نبوي عن زيد بن ثابت قال: قال لي النبي أنه يأتيني كتب من أناس لا احب أن يقرأها أحد فهل تستطيع أن تتعلم السريانية؟! أو قال: العبرانية؟! فقلت نعم، و تعلمتها في سبع عشرة ليلة! و من الثابت في تاريخ الأدب العربي اللاحق دور السريان في تطوير اللغة الكتابية العربية و الآداب لما قاموا به من ترجمات من اللغات السريانية و اليونانية إلى العربية في العصر العباسي فأصبحت اللغة العربية بعد السريانية لغة الأدب و العلوم و المعارف، و من المعروف أن ملوك الفرس أيضا" اتخذوا اللغة السريانية لغة" رسمية" لدواوينهم و استعملوا الخط الآرامي لكتابة اللغة البهلوية كما اتخذها بنو إسرائيل بعد سبيهم المتكرر إلى بابل كلغة لهم فدونوا بها جزءا" من كتبهم المقدسة و منها كتاب " أو مصحف النبي دانيال" (جرى ذكره في بحث سابق نشرناه على صفحتنا)
إنطلاقا" من هذه الخلفية التاريخية للغة السريانية الآرامية ينطلق الباحث كريستوفر لوكسنيرغ في بحثه اللغوي من عصر يسبق وضع قواعد اللغة العربية على يد سيبويه (المتوفى عام 795 م) اللاحقة بحوالي 150 عاما" معتبرا" أن اللسان الذي أنزل به القرآن يختلف عن اللغة العربية التي وضع أسسها مجموعة من النحويين الأعاجم و معظهم كانوا من الفرس من غير العرب و يشكك لوكسنبيرغ بكفاءة هؤلاء النحويين و بالأخص الأعاجم منهم الذين يجهلون (اللسان الذي أنزل به القرأن) على تأويل و فهم معانيه (أي القرآن). و يشير الباحث أن القرآن هو أول كتاب دون باللغة العربية لعدم وجود أي أثر تاريخي لمخطوط سابق و كان الخط العربي في بداياته يشابه الخط السرياني النبطي الذي كان مجردا" من التنقيط و حركات التشكيل، و من الملاحظ أن الطبري اعتمد في تفسيره إجمالا" على القرآن المنقط. و قد اتبع لوكسنبيرغ في بحثه هذا منهجية تتلخص بخمسة مراحل أو خطوات:
1- راجع لوكسمبيرغ في المرحلة الأولى تفسير الطبري و قدر أن التقليد الإسلامي ربما احتفظ بالشرح الصحيح دون أن يأبه (أو يأخذ) به المفسرون داعما" ذلك بالأدلة اللغوية و لجأ ثانيا" إلى موسوعة لسان العرب لإبن منظور
2- عمد الباحث إلى قراءة الرسم القرآني دون أي تغيير (أي بعد حذف الإضافات التي أدخلت على اللغة العربية) و اعتمد على القراءة السريانية
3- قام لوكسنبيرغ بتغيير مواضع النقاط فوق الحروف التي ربما وضعت عن عدم إلمام المحقق الإسلامي بمفهوم نص القرآن في قراءته العربية أو نتيجة أخطاء وقعت خلال النقل من السريانية إلى العربية
4- قام الباحث في محاولة ثانية بتغيير نقاط الحروف و لكن في هذه المرة بهدف إيجاد مصدر لقراءة سريانية
5- عندما فشلت جميع الخطوات التي سبق ذكرها و كان التعبير كتابة و قراءة عربيا" لا شك فيه إنما دون أن يعطي معنى" مناسبا" للنص لجأ الباحث إلى ترجمة التعبير العربي إلى السريانية لاقتباس مفهوم هذا التعبير من معاني مرادفة من اللغة السريانية
من خلال تطبيقه اللغوي لهذه الخطوات المنهجية تطرق لوكسنبيرغ إلى بعض التعابير و الآيات القرأنية معتمدا" في ذلك على المراجع العلمية عربية كانت أم سريانية، و سوف نقوم بعرض نماذج مبسطة لكل من الخطوات السابقة:
- من جملة الآيات غير المشكوك فهمها الآية 64 من سورة الإسراء التي تقول أن الله طرد إبليس من الجنة لرفضه السجود لآدم، فاستأذن منه إبليس أن يسمح له بأن يجرب الناس إلى يوم الدين، فأذن له الله بذلك بقوله: {* و استفزز من استطعت منهم بصوتك و اجلب عليهم بخيلك و رجلك و شاركهم في الأموال و الأولاد و عدهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا *}. يشرح الطبري هذه الآية قائلا": (استفزز) بمعنى أفزع بصوتك، مع أن هذا المفهوم يناقض النص القرآني القائل بأن إبليس "يوسوس في صدور الناس" (سورة الناس)، و يشير لوكسنبيرغ إلى أن كتاب لسان العرب يشرح (استفزه) بمعنى ختله حتى أوقعه في مهلكة و هو المفهوم الصحيح المطابق للنص القرآني، و يتابع الطبري شرحه (و اجلب عليهم بخيلك و رجلك) بمعنى الهجوم على الناس بجلبة بقصد تخويفهم بالخيالة و المشاة، و هذا أيضا" يخالف المعنى القرأني، حيث يقرأ لوكسنبيرغ اعتمادا" على لسان العرب (و اخلب) عوضا" عن (و اجلب) بمعنى احتال أو إنصب عليهم و إذا تعسر أن يكون الإحتيال على الناس بالهجوم عليهم بالخيالة و المشاة يرى أنه من الأنسب قراءة (بحبلك) بدل (بخيلك) بمعنى حبالك و حيلك و أيضا" يقرأ: (و دجلك) بدلا" من (و رجلك) مما يتوافق مع المنطق القرآني، أما (و شاركهم بالأموال و الأولاد) فيتعجب المفسرين من سماحة الله لإبليس بمشاركة الناس بالأموال و الأولاد مع علمهم أن الله هو الذي يرزقهم إياهم! رأى الطبري الحل بشرحه هذا المقطع بمعنى مشاركة إبليس بالمال الحرام و أولاد الزنى، بينما يشير لوكسنبيرغ إلى أن مصدر (سرك) بالسريانية التي تسمح باستبدال السين شين و الشين سين (كمثال كلمة شمشو تصبح سمسو أو شمسو أي الشمس) مشتق منه الشرك و الإشراك بالعربية و المقصود منه مصدر شرك بمعنى أغرى مستشهدا" بالحديث النبوي القائل: (أعوذ بك من الشيطان و شركه) أي إغراء الشيطان، و المفهوم القرآني أن إبليس يغري الناس بوعده الكاذب إياهم بالمال و البنين و ليس بمشاركته إياهم بهم، و يتضح معنا هذا المفهوم من نهاية الآية: {* و عدهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا *} [قراءة سريانية آرامية للقرآن ص 216 ل 220 النسخة الورقية من الكتاب] و هذه الآية تعطي أمثلة عن الخطوات المنهجية التي اتبعها الباحث
- مثال ثاني: وردت في سورة المدثر الآية 51 كلمة عجز المفسرون عن شرحها و هي (قسورة) { * ما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة}. أجمع المفسرون الإسلاميون على أن هذه الكلمة هي حبشية الأصل و قدروا أن المقصود بها الأسد لفرار الحمر (أي الحمير) منه ثم جاء الباحثون الغربيون فبحثوا في أصل هذا التعبير فلم يجدوا له اشتقاقا" من اللغة الحبشية، و استنتجوا بأن معنى الأسد أقرب ما يكون اشتقاقه من أصل(قسر) في اللغة العربية و الذي يعني أرغم و أجبر، و أن المعنى الحقيقي لهذا التعبير ما زال غامضا"، إلا أن الباحث لاحظ أن الرسم القرآني يشير إلى إسم فاعل سرياني على وزن فعولا بقراءة فاعولا (fa 'o la) المشتق منه الوزن فعول و فاعول باللغة العربية، و أن الكلمة هي سريانية الأصل و يمكن اشتقاقها من أصل (قسر) كما تثبته القواميس السريانية حيث أننا نجد هذا التعبير بقلب السين و الواو بكتابة (قوسرا qusra) بالسين و (قوصرا) بالصاد كما يذكر لسان العرب أن أهل البصرة كانوا يقولون للمرذول إبن قوصرة qausara و الأصح قوصره qusra أو قوصرا لفظا" و القاصر أي الفاشل، و اللفظ القرآني قسورة هو أصح سريانيا" و يلفظ قاسورا qasora و ليس قسورة بتشكيل مصحف القاهرة، أما المعنى بحسب المراجع السريانية فهو (الحمار الهرم) الذي لا يستطيع الحمل و المراد بالتعبير أن هناك احتمالين لفرار الحمير المستنفرة:
1- إما الهرب من شيء مرعب كالأسد
2- و إما الهرب من شيء غير مفزع كقولك عن أحد يهرب من خياله و هذا هو المقصود من النص القرآني الذي يشبه استنفار الهاربين من تذكرة القرآن بالحمير الهاربين ليس من نظيرهم فقط، بل و من دابة هرمة هالكة ليس فيها ما يدفع على الهرب (لوكسنبرغ ص40 ل 47) فالمفسرين المسلمين فهموا كلمة قسورة بمعنى الأسد بينما هي في اللغة السريانية تعني (الحمار الهرم)!!
- و نورد لكم مثالا" آخر: في سورة البقرة 259 قرأ المفسرون الرسم القرأني (و انظر حمارك) بينما ما كان المقصود منه بالسريانية يخالف ذلك! نأخذ التوضيح من كتاب لوكسنبيرغ (ص176 ل 183) و الآية يوردها كمثال عن المنهج الذي اتبعه. فموضوع هذه الآية أن الله أمات إنسانا" لا يؤمن بالقيامة ثم بعثه بعد مئة عام و قال له: {* و انظر إلى طعامك و شرابك لم يتسنه و انظر إلى حمارك * و لنجعلك آية" للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما" *}. قبل الوصول إلى كلمة (حمارك) يتساءل الباحث ما المقصود بالإشارة إلى هذا الإنسان الذي بعثه بعد مماته بمئة عام إلى طعامه و شرابه، مع أنه ليس هناك أي صلة بالطعام أو الشراب؟! و هنا يرى الباحث أن شرحهما بالمفهوم السرياني يوافق النص القرآني و لما كانت الألف الوسطى مضافة" إلى المصاحف اللاحقة يقرأ لوكسنبيرغ الكلمة سريانيا" بعد إزالة الألف (طعما) بدل طعامه و بشرح المراجع السريانية تعطي:
1- (طعما) تعني العقل و الفهم مشيرا" إلى التعبير السرياني الأصل الشائع في لهجتنا العامية عندما نقول (حكي بلا طعمة) بمعنى بلا فهم أو بلا عقل
2- (شربا) sharba بدل شرابه أيضا" بعد حذف الألف الوسطى التي أضيفت على النص القرآني القديم و تعني بالسريانية الحال و الشأن و الأمر، و يرى أن هذين اللفظين مترادفين بدليل أن الفعل التابع لهما يأتي بصيغة المذكر (لم يتسنه) و ينسب هذا الفعل إلى أصله السرياني (إشتني eshtni) فيصبح مفهوم الآية: أنظر إلى حالك و أمرك لم يتغير.
أي أنه لا علاقة للشراب و الطعام بالأمر حسبما شرح الطبري! و هنا يصل لوكسنبيرغ بعدما فرغ من شرح الكلمات السابقة إلى شرح و تفسير رسم (حمارك) بقراءة سريانية (جمارك) و تقرأ بالجيم المصرية (gamarika) و التي تعني كمالك فيقرأ الآية بالشكل التالي: (و انظر كمالك) مما يعطي معنى منطقي بخلاف القراءة التي درجت بعد تنقيط القرآن و التي لا يوجد ترابط بينها كما في كلمة الحمار التي ليس لها أي مكان في هذا النص و دليل ذلك الآية التي تليها: {* و لنجعلك آية للناس *} و ليس (لنجعل حمارك آية للناس)!!! كما أنه يشير إلى أن قراءة (ننشزها) هي قراءة خاطئة و أنه كان المفروض أن تقرأ (ننشرها) فيكون معنى الآية: (أنظر إلى حالك و أمرك لم يتغير و انظر إلى كمالك و لنجعلك آية" للناس * انظر إلى العظام كيف نصلحها ثم نكسوها لحما")
لم نعرض في هذا الملخص عن كتاب لوكسنبيرغ إلا نماذج يسيرة عما غمض فهمه في القرآن و توضيحا" للمنهج الذي اتبعه هذا الباحث في دراسته المستفيضة التي تزيد على 300 صفحة. في النهاية يستنتج لوكسنبيرغ من تحليله اللغوي بأن اللسان الذي كتب به القرأن لا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى لغة القرأن الأساسية (الآرامية السريانية) كما وردت ضمن سياقها التاريخي
* تحميل ملخص الكتاب باللغة العربية على هذا الرابط:
ae.linkedin.com/pulse/ملخص-لكتاب-قراءة-آرامية-سريانية-للقرآن-كريستوف-لكسنبورغ-firas-yaghi
  • إرسال موضوع جديد
  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 16 مايو 2024 - 10:50